افتتح الفنان التشكيلي عمر البلغيثي مساء أول أمس(الخميس) معرضه الجديد برواق النادرة بالرباط، تحت شعار"عالم آخر"، وذلك بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين وعشاق الفنون البصرية.
وتشكل هذه التجربة الفنية، التي تحمل رسالة سلام إلى العالم، عبر ألوانها الزاهية، واحدة من التجارب المعاصرة التي، تمنح للوحة إيقاعا شاعريا بامتياز، وذلك من خلال الاحتفاء بها، وإعطاءها مساحات واسعة ومضيئة.
معرض البلغيثي في هذا السياق، صورة تسامح زاهية لحديقة غناء في ربيع له ألوان أزهار تتفتح حين تشرق الشمس كل صباح، إنها ثمار يانعة لها فو التفاح في موسم الإنضاج، إنها بطاقات بريدية، من فيض طبيعية مغربية تفوح بسحر الأحلام، قصائد شعرية توحي بنصوص تجريدية تسافر بالمتلقي إلى ضفاف شاعرية وجمالية لا تقاوم.
بهذا يكون المعرض الجديد لعمر البلغيثي، قد رسم للمتلقي بألوان ساحرة، تتعايش فيها كل ألوان الدنيا، عالما جديدا من التنوع والخصوبة، وفضاءات رامزة، لإبداع يتجدد عبر فلسفلة التأويل، وبلاغة الانبهار التي تقترحها كل لوحة على حدة.
ثمة في لوحات البلغيثي تشخيص رمزي، لفيض من السحر التراثي والثقافي المغربي، سواء من خلال الهندسة المعمارية والأقواس والقصبات والأبواب التاريخية او من خلال زهو الفروسية في عز مواسمها، او ركابها التي تحمل كل الخير والانتشاء، ثمة في تلك اللوحات التي يغلب عليها الطابع التجريدي الأنيق، تينع ثمار أفكار وجدانية، ومشاعر تمنح المتلقي تلك المتعة البصرية التي يراهن عليها كل نص إبداعي في علاقته بالأخر بهدف ترسيخ روح المحبة والسلام.
من هنا، تبرز البصمة الفنية التي يوجدها الفنان عمر البلغيثي في كل محطة من محطات معارضه، سواء كانت فردية أو جماعية، وذلك من اجل إبراز خصوصيته الفنية، وخلق فيض من الاختلاف والتنويع والتراث في اللوحات سواء من ناحية المواضيع أو من ناحية التقنية، وانفتاحا على عوالم كونية وإنسانية.
كما يستحضر الفنان في هذا المعرض قيمة الفنان الذي يحمل رسالة نبيلة إلى العالم عن طريق الفن وعشق الألوان، يتحدث السلام برقة الحلم، في حين تتحدث وسائل الإعلام لغة الحرب والدماء سواء من خلال ما يقع في سوريا والعراق وغيرها أو ما وقع في باريس مؤخرا.
هذا المعرض يروي بطريقة مشوقة للغاية، كيف أن بعض أجزاء من العالم تعيش مع هذا الأمل من أجل السلام وتعايش البشرية جمعاء تحت سماء واحدة بدون أية عنصرية او تطرف أو تعصب. إنها سماء فنية يحاول البلغيثي إيجادها لتعيش تحت سقفها كل الأجناس.
وفي هذا السياق قدم الفنان في معرضه الجديد، تجربة أول لوحة سماها اللوحة السحرية، وهي لوحة يمكن رؤيتها في الظلام، و تتغير لوحدها، في الظلام، كلما أضاءها بلون من الأضواء الملونة، وهي أول تجربة فردية في التشكيل المغربي. وذلك في إشارة قوية إلى أن اللوحة هي ملك للجميع من كل أنحاء العالم وبكل الألوان في كل الأزمان والمواقيت.
وبالمناسبة أطلق الفنان التشكيلي عمر البلغيثي تجربة أول مبادرة في مجال الفنون التشكيلية، ويتعلق الأمر بإمكانية كراء لوحة تشكيلية من قبل عشاق اللوحات، وذلك بهدف تكسير حاجز غلاء اللوحة، وامكاينة وصول اللوحة إلى اكبر عدد من الناس وعشاقها للاستمتاع بها.